اسباب نهاية الدولة الاموية , اسباب لا يعرفها الكثيرون

اسباب سقوط الدوله الأمويه العديد لا يعرفون الأشياء العجيبه شاهد ما ذا حدث؟



أن سقوط دوله الخلافه الأمويه هو امر طبيعى اذا اخذنا بعين الاعتبار ان الدوله كالأفراد

والكائنات الحيه تمر ى ادوار و مراحل مختلفه من نمو و قوه و ضعف بعدها فناء، انما جميع دوله تذكر

 

بمآثرها و بما تتركة من اثار ايجابية.

ومما لا شك فية ان هذة الدوله الأمويه تركت مآثر جليله نذكر لها منها: انها زادت فمساحه الدوله الإسلاميه فامتدت من اواسط اسيا شرقا الي المحيط الأطلسى غربا، و صبغت هذة الساحه الشاسعه من الأراضى بالصبغه العربيه عن طريقين طريق تشجيع هجره القبائل من الجزيره العربيه الي البلاد المفتوحه حيث استقرت و اختلطت بالسكان المحليين، فنتج عن ذلك الانتشار العربى نشر اللغه العربيه فانحاء البلاد المفتوحه باعتبارها لغه القرآن، و طريق تعريب الدواوين و ضرب النقود العربيه الإسلامية. كما اهتمت بتدوين الحديث النبوى الشريف الذي بدا فعهد عمر بن عبدالعزيز، الأمر الذي ساعد علي انتشاء اللغه العربيه بين المسلمين علي مختلف طبقاتهم و مستوياتهم.

هذا و ربما سئل بعض شيوخ بنى اميه و محصليها، عقب زوال الملك عنهم الي بنى العباس: “ما كان اسباب زوال ملككم؟ قال: انا شغلنا بلذاتنا عن تفقد ما كان تفقدة يلزمنا. فظلمنا رعيتنا، فيئسوا من انصافنا، و تمنوا الراحه منا، و تحمل علي اهل خراجنا فتخلوا عنا، و خربت ضياعنا، فخلت بيوت اموالنا، و وثقنا بوزرائنا، فآثروا مرافقهم علي منافعنا، و أمضوا امورا دوننا اخفوا علمها عنا، و تأخر عطاء جندنا، فزالت طاعتهم لنا، و استدعاهم اعادينا فتضافروا معهم علي حربنا. و طلبنا اعداؤنا فعجزنا عنهم لقله انصارنا، و كان استتار الإخبار عنا من اكد سبب زوال ملكنا”.

الواضح ان التماسك كان لا يزال باديا علي دوله الخلافه الأمويه حتي عهد هشام بن عبدالملك، و أضاع الأمويون، بعد و فاتة فعام (125 هـ/ 743م)، جميع شيء بعد ما فقدوا تماسكهم. و كان منظر الوليد الثاني العابث و الحروب الأهليه التي حدثت بعد مقتله، ربما حطمت جميع ما كان لهم من هيبه عند الناس. و كان مروان الثاني مقاتلا شجاعا، و قائدا ممتازا لكن فرصه الإصلاح ربما ذهبت، و لم يستطع لم شعث الأمويين، فذهبوا و تفرقت ريحهم.

ويبدو ان لهذا الانحلال الذي سري فجسم الدوله اسبابا خاصه ترجع الي الظروف التي قامت فظلها، و إلي الآثار الدينيه و المعنويه التي اثارتها السياسه الأموية، بالإضافه الي سبب عامه تكمن فالتطورات السياسيه و الاجتماعيه و الاقتصاديه التي برزت نتيجه التوسع فالفتوحات و الاحتكاكات مع الشعوب المجاوره عسكريا و حضاريا.

والواقع ان سقوط دوله الخلافه الأموية، لا ممكن ان يعزي الي حادث فرد، و لابد ان تكون هنالك جمله سبب ادت الي هذة النهايه المحتومة، كان من بينها:

أولا: صراعات الأسره الأموية

ترجع طموحات الأمويين و سعيهم للوصول الي السلطه الي عهد عثمان بن عفان، و إن معاويه بن ابى سفيان، و هو من الفرع السفيانى فالأسره الأموية، استطاع بجهودة الشخصية، ان يصل الي الحكم فعام (41 هـ) بدعم ما دى و معنوى لم يأتة من اسرته، و إنما اتاة من جبهه شاميه قبليه متماسكه و قفت و راءه، لذا لم يكن لهذة الأسره دور بارز فاداره الدوله فعهدة ان من الناحيه الإدارية، او من الناحيه العسكرية، نلاحظ هذا من اثناء استعراض اسماء و لاه و قاده معاويه الذين استعان بهم.

إلا ان معاويه لم يجاف اسرتة جفاء تاما، بل استعان بأفراد منها و اضعا نصب عينية هدفين:

الأول: الاستعانه بالأكفاء منهم.

الثاني: الحيلوله دون ازدياد سلطانهم و نفوذهم بشكل يهدد مخططاتة السياسية.

ولعل ابرز مجال اعتمد فية علي بنى امية، كان و لايه العهد. فقد اعتمد عل مروان بن الحكم فان يصبح رسولة الي الحجازيين لأخذ البيعه لابنة يزيد.

وعمد معاوية، احيانا، الي بث الفرقه بين افراد الأسره الأموية، و الإيقاع بين رجالاتها البارزين الذين ربما يشكلون خطرا علي سياسته؛ بهدف الحد من طموحاتهم.

وطبيعى ان تنعكس هذة السياسة، الهادفه الي حصر الخلافه بأفراد بيته، علي العلاقات بين افراد الأسرة، خاصه حين يدب الضعف فاوصال الفرع السفياني، فيأتى الفرع المروانى ليستخلص الأمر لنفسه.

لكن معاويه استطاع تحقيق و حده الصف الأموى بما كان يمتلك من صفات و مؤهلات قياديه فذة، و يبدو ان هذة الوحده اخذت بالتداعى حين اعلن عن نيتة البيعه لابنة يزيد بولايه العهد.

كان مروان بن الحكم الشخصيه البارزة، داخل الأسره الأموية، الذي تطلع نحو الخلافه بما كان يمتلك من كفاءات قياديه و إدارية، و ربما ساعدة تصرف معاويه و ممارساته، حين اخذ بتهيئه الأمور لصالحة الشخصى بعدها لولدة من بعده، لكنة لم يستطع ان يسفر عن معارضتة لهذة السياسه خلال حياة معاوية، و قنع بمجاراتة حين ادرك ان الأحداث ربما تجاوزته، و كان مستعدا للتحرك بعد و فاته، الا ان الظروف الداخليه الخطيره التي كانت تمر فيها الخلافه الأمويه و التي تطلبت تضافر جهود الأمويين لمواجهتها؛ منعتة من الجهر بمعارضته. و ربما تجلي الخلاف ظاهرا بين ال ابى العاص، و علي رأسهم مروان بن الحكم، و آل العاص بزعامه سعيد بن العاص من جهة، و آل ابى سفيان من جهه اخرى.

ويبدو ان هذة الخلافات ظلت محصوره فلم تؤثر علي اوضاع الدوله الفتيه الناشئة، و ربما امتصها معاويه كما حالت الأحداث الداخليه دون تفاقمها فعهد ابنة يزيد.

واتسم موقف مروان بن الحكم من خلافه معاويه الثاني بالسلبية، اذ لم يكن راضيا عن تسلمة الحكم، الا ان لمدة خلافتة القصيره لم تتح له العمل علي ابداء سلبيته، علي الرغم من ان بعض الروايات ترجح ان معاويه الثاني ما ت مسموما بتدبير من الفئه المعارضه لآل حرب فالأسره الأموية.

وحانت الفرصه لمروان بن الحكم بأن يتسلم السلطه نتيجه مقررات مؤتمر الجابية. و يبدو ان الأسره الأمويه ارادت ان تضع حدا لما سنة معاويه من حصر السلطه فبيت و احد، فقرر المجتمعون فالجابية، ان يخلف مروان جميع من خالد بن يزيد بن معاوية، بعدها عمرو بن سعيد بن العاص، لكن مروان اراد ان يقتضى بمعاوية، فحصر السلطه فابنائه، و نجح فازاحه المرشحين، و أخذ البيعه لابنية عبدالملك بعدها عبدالعزيز، و يبدو انه ذهب ضحيه ذلك التصرف.

كان هذا اول خلاف جدى ينشا بين افراد الأسره الأمويه بعد استلام الفرع المروانى للخلافة، و ربما تفاقم عبد هذا و ظهرت اثارة للعلن، و يعتبر خلاف عبدالملك بن مروان مع عمرو بن سعيد، الذي امتنع عن بيعه الأول، من اشد ما و قع من خلاف داخل الأسره الأمويه فهذة الفترة، و ربما ادي الي اراقه دم عمرو علي يد عبدالملك بد سلسله من الأحداث، و ربما قضي مقتلة علي امال خالد بن يزيد فالخلافة، و ثبت، بشكل قاطع، حكم الفرع المرواني، الا ان ذك ربما فتح الباب مشرعا لنزاعات كثيره سوف يشهدها العصر الأموي.

ويبدو ان هذة الخلافات لم تؤثر علي مسيره الدوله حتي هذة الفترة، بفعل انها كانت لا تزال فطور الفتوة، و تمكنت من امتصاصها، و كان لشخصيه عبدالملك بن مروان اثر كبير فذلك، حيث نجح فاعاده توحيد العالم الإسلامى تحت رايته، لكن الأحقاد ظلت كامنه فالنفوس تتحين الفرصه للانتقام، و ربما ايد يحى بن سعيد، اخو عمرو، حركه ابن الزبير، و آلمة مقتل مصعب.

ونهج عبدالملك بن مروان نهج و الده، فحصر الخلافه فاولادة بعد و فاه اخية عبدالعزيز، فبايع لابنية الوليد و سليمان بولايه العهد.

وحدد الوليد سياستة تجاة الأسره الأمويه ضمن اتجاهين:

الأول: الاستفاده من القدرات الأمويه بما لا يتعارض مع مصالحة الشخصية، و مصالح الفئه التي يمثلها.

الثاني: عدم السماح بقيام تكتل معارض داخل الأسره الأموية.

مثل الاتجاة الأول توليتة عمر بن عبدالعزيز و اليا علي المدينة، كما عين اخاة عبدالله و اليا علي مصر و ولي اخاة مسلمه قياده الجيوش علي الجبهه البيزنطية.

وتجلي الاتجاة الثاني حين قام نزاع بينة و بين اخية سليمان بسبب موقف الأخير من ال المهلب، فقد رفض الخليفه اجاره اخية لزيد بن المهلب منعا لقيام مراكز قوي يصبح و لاؤها لغير الخليفة، بعدها حاول خلع اخية سليمان و توليه ابنة عبدالعزيز، لكن الموت عاجلة.

ولما تولي سليمان السلطه عزل كل و لاه الوليد و قادته، و عين رجالا يثق بهم و يضمن و لاءهم. و شهد عهدة صراع القياده السياسيه مع القيادات العسكرية، كمل تعرضت الدوله لنكسه خطيره فالأندلس تمثلت بمقتل عبدالعزيز بن موسي بن نصير فعام (97 هـ/ 716م) مما سيصبح له اثار سلبيه مهدت لانفصال الأندلس عن جسم الدولة.

كان سليمان ربما و لى ابن عمة عمر بن عبدالعزيز و ليا للعهد من بعده، علي ان يخلفة يزيد بن عبدالملك. و ربما عارض بعض افراد الأسره الأمويه ذلك التوجة خاصه هشام بن عبدالملك، كما عارض العباس بن الوليد سياسه عمر الانفتاحية، و حصل جفاء بين الرجلين تطور الي تشكيل جبهه معارضه تنامت بمرور الوقت، و قرر المعارضون اخيرا التخلص من الخليفة.

وبرز فعهد هشام بن عبدالملك تيار معارض تزعمة ابن اخية و ولى عهدة الوليد بن يزيد بن عبدالملك، و دار صراع بين الرجلين، فقرر الأول خلع الثاني من و لايه العهد و توليه ابنه مسلمة، الا ان الوليد ابي ان يخلع نفسه، و فر من و جة عمة الذي ضايقه، و استمر خارج دمشق حتي و فاه هشام.

وبوفاه هشام بن عبدالملك و تسلم الوليد بن يزيد، الوليد الثاني، الحكم، دخلت الأسره الأمويه فصراع جديد اتسم بالحده احيانا، و شكل منطلقا لسلسله طويله من الأحداث المتصارعة، ادت الي سقوط دوله الخلافه الأموية.

كانت علاقه الوليد الثاني بأبناء عمة هشام عدائية؛ فقد نعتوة بنعوت قاسية، و كفروة و رموة بالزندقة، و نظموا حمله عدائيه ضده، و راحوا يجسمون اخطاءة و هفواته، و يتقولون عليه، حتي حملوا الناس علي الفتك به.

وهكذا، شهدت الساحه الأمويه فعهدة تدهورا خطيرا فالعلاقات بين افراد الأسره الأموية، و ربما حملت معها بذور الشر، كما شهدت تدهورا خطيرا فالأوضاع الداخلية، التي تجلت فتنامى الصراعات القبليه التي كانت السند الأساسى لبنى امية، بالإضافه الي بروز صراع الولاه و الحكام علي السلطه فالأقاليم.

ولا شك بأن الانقلاب الداخلى الذي حصل علي حكم الوليد الثاني، انما هو تعبير عن تناقضات كثيره اصابت الجسم الأموي، كانت موجوده قبل عهدة و استمرت بعد تسلمة الحكم. و يعتبر مقتل ذلك الخليفه نذيرا بانهيار الأسره الأموية، و ربما تم علي ايدى رجال من بنى امية، و جماعه من قضاعه و اليمنيه من اهل دمشق خاصة.

وهكذا، فبعد ان كان الحكم الأموى يقوم علي قاعده قويه متماسكه اضحي بعد مقتل الوليد الثاني، يستند علي جماعات متفرقه غير متجانسة، ليس لها هدف يوحدها او مصلحه تجمعها.

وازدادت اوضاع الأسره الأمويه تدهورا علي عهد يزيد الثالث، و اشتدت صراعات الأمويين الداميه علي السلطة، فكثر المتصارعون، و عمت الفتن الأطراف، و ظهر علي مسرح الأحداث مغامرون يريدون ان يحققوا لأنفسهم مكاسب دنيويه فظل ظروف قاسيه بعدما عجزوا عن تحقيقة حين كانت الدوله قوية. و ربما شعر جميع من مروان بن محمد حاكم الجزيره و أرمينيا، و العباس بن الوليد بهذة الوطأه و حاولا ردع يزيد.

وكانت و فاه يزيد الثالث و بيعه اخية ابراهيم، التي لم تتم بالإجماع، من المشاكل الخطيره التي حلت ببنى اميه فبلاد الشام، فالوقت الذي بدا الوهن يخرج جليا علي جسم الدوله و ربما ادت هذة البيعه المزعومه الي مضاعفات كثيره و خطيره اهمها: ازدياد التفسخ فالبناء الأموي، و تنامى مطامع الأحزاب و الأشخاص من التواقين لانتزاع السلطه من الأمويين.

وبرز مروان بن محمد، الذي ادرك مخاطر التنازع علي السلطة، ليؤكد حضوره، بعد و فاه يزيد الثالث، كشخصيه امويه لها دور متميز فالحياة السياسية.

ونتيجه لتفاقم الأوضاع الداخلية، و اشتداد الأخطار الخارجيه فالولايات، قرر مروان حسم الأمور لصالحه، لكنة و اجة عده حركات معاديه فبلاد الشام بشكل خاص تزعمها افراد من الأسره الأموية، امثال سليمان بن هشام بن عبدالملك، و ربما انهمك مروان فالتصدى لها حتي انهكت قواه، بعدها و جد نفسة عاجزا عن التصدى لقوه العباسيين المتنامية، الذين زحفوا من الشرق و قضوا علي دوله الخلافه الأموية.

والحقيقه ان الأسره الأمويه لم تمتلك من الغطاء العقائدى ما يقيها خطر التمزق، بالرغم من ان عمر بن عبدالعزيز ربما سعي لتأمين ذلك الغطاء، لكن بدون نجاح له صفه الاستمرارية.

ثانيا: توليه العهد اثنين

كانت و لايه العهد من الأسباب التي ادت الي انشقاق المنزل الأموي. فقد درج خلفاء بنى اميه علي توليه العهد اثنين يلى احدهما الآخر. و يبدو انهم سلكوا ذلك المسلك، تفاديا لنشوب الحروب الأهليه بعد و فاه الخليفة. و ربما بذر ذلك النهج بذور الشقاق، و أدي الي المنافسه بين افراد الأسره الأموية، و أوردهم الحقد و البغضاء، اذ لم يكد يتم الأمر لأولهما حتي يعمل علي خلع الآخر، و إحلال احد ابنائة مكانه، مما اوغر صدور بعضهم علي بعض.

وأول من سن هذة السنه مروان بن الحكم؛ فإن و لي عهدة ابنية عبدالملك بعدها عبدالعزيز ضاربا عرض الحائط مقررات مؤتمر الجابيه التي قضت بتوليه خالد بن يزيد العهد، بعدها عمرو بن سعيد بن العاص من بعده، و كان من نتيجه هذا ان خرج عمرو بن سعيد علي عبدالملك.

ونهج عبدالملك نهج و الده، انه فكر فخلع اخية عبدالعزيز و توليه ابنة الوليد بعدها سليمان من بعده، لكن و فاه عبدالعزيز حالت دون ما كان ربما عزم عليه، و لم يمنعة هذا من المضى فنهج السلوك نفسة الذي زرع البغض و العداوه بين الأخوين، و تعدتهما الي القاده و العمال.

ولما و لى الوليد بن عبدالملك الخلافه عمل علي خلع اخية سليمان من و لايه العهد و جعلها فابنة عبدالعزيز منتهجا النهج نفسة الذي سلكة و الدة من قبل، و كتب بذلك الي الأمصار، فأجابة الحجاج بن يوسف الثقفي، و الى العراق، و قتيبه بن مسلم، و الي خراسان، و محمد بن القاسم، و الى السند، لكن القضاء عاجل عبدالعزيز.

وهكذا تطورت الأحداث السياسية، نتيجه المنافسه بين افراد الأسره الأموية، تطورا خطيرا حتي باتت تشكل خطرا جديا علي الدولة.

لم يعتبر سليمان بما طرا علي الدوله الأمويه من احداث خطيره بسبب توليه العهد اثنين، فولي عهدة عمر بن عبدالعزيز بعدها يزيد بن عبدالملك من بعده، و لم يكن الرجلان علي و فاق، و حصل بينهما جفاء، لكن عمرا لم يحاول خلع يزيد متجنبا سلوك ذلك الطريق الخطر، مدركا فالوقت نفسة ما اصاب بنى اميه نتيجه ذلك.

ونهج يزيد بن عبدالملك السلوك نفسه، دون ان يعتبر بما و صلت الية الدوله من التدهور، فولي عهدة اخاة هشاما، بعدها ابنة الوليد، فأراد هشام ان يخلع الوليد بعد تولية الخلافة، و وافقة معظم القاده و العمال، و تباعد الرجلان و حصل بينهما جفاء، لكن هشاما توفي قبل ان ينفذ رغبته، فجاء الوليد الثاني تراودة فكره الانتقام من اولئك الذين و افقوا هشاما علي خلعه، و منهم بنو عمة وكبيرة اهل بيته.

كانت هذة السياسه نذير الخراب الذي حل ببنى امية، فانشق المنزل الأموي، و تجزأت القوي التي كان يستند عليها، مما افسح المجال لخصومهم الذين انطلقوا من المشرق مندفعين بقوة، و قضوا علي دولتهم.

ثالثا: الصراعات القبلية

ارتكز الحكم الاموي، منذ نشأته، علي العبنوته القبليه و غلب علية الطابع العربى القومى الذي لازمة حتي زواله. هذا ان ظروف الصراع القيسى – اليمني، الذي حمل العرب بذورة مع انطلاقهم من الجزيره العربية، انعكس علي شخصيه الدولة، و ألبسها تلك الملامح القومية، بالإضافه الي ظروف الفتوحات و ما نتج عنها من اختلاط بين السكان و تميز العنصر العربي، و يبدو ان الخلفاء الأمويين، انفسهم، كانوا يستفزون هذة الخلافات، و يثيرونها احيانا، و أحيانا اخري كانت تفرض عليهم نتيجه تطور الأوضاع السياسية.

لقد كان معاوية، و هو يعد خططة للسيره علي الخلافة، يجتهد فاستعمال مختلف الأسلحه العسكريه و النفسيه و الإعلاميه و السياسية، من اجل الفوز بمعركة، و لهذا فرضت علية هذة المنهجيه ان يتمسك بالعبنوته القبلية، التي اخمدت بعد حروب الردة.

ومن الواضح ان احياء هذة الروح القبلية، كان فالوقت نفسة بعثا للنظام الجاهلى القديم بما فية من تناحر و تخاصم. و لقد و ظف معاويه فسياستة الداخليه لعبه التحالف القبلى المتوازنه ببراعه من اثناء مصاهرتة لبنى كلب، اقوي القبائل اليمنيه فبلاد الشام.

وانصرف الأمويون، بعد غياب معاويه الثاني، الي انقاذ خلافتهم المهدده بالسقوط. و كانوا اسيرى القوي القبليه التي امتلكت زمام الأمور مع انهيار الحكم المركزي. و كان معاويه الأول الذي اوجد تلك المعادله القبليه التي حققت له التوازن اثناء عهدة الطويل، يعيد فالوقت نفسة النزعه العبنوته القديمه بصراعاتها التقليديه التي شاعت فالعصر الجاهلي.

فالحزب اليمني، و علي رأسة قبيله كلب بزامه حسان بن بحدل ذات النفوذ القوى و الواسع فالدولة، كان متشددا فالحفاظ علي مكتسباتة السياسيه و الاقتصادية، و فالمقابل كان الحزب القيسي، بزعامه الضحاك بن قيس، ربما و صل الي درجه كادت تنافس الحزب اليمنى و كان يطمح فالوصول الي المركز القيادي، لذا اختار الجانب الآخر المعادى و المنافس للأمويين و حلفائهم فتحالف مع ابن الزبير الذي كانت حركتة فتصاعد مستمر.

وفى المؤتمر الذي عقد فالجابيه فعام (64 هـ / 684م) انتخب مروان بن الحكم خليفه بالإجماع، كما عين خالد بن يزيد الذي رشحة الكلبيون و ليا للعهد، و بذلك نجح التحالف الأموى اليمنى فتوحيد صفوفة لمواجهه الخطر القيسي.

وهكذا و ضحت الصوره السياسيه فإذا هى صراع قبلي. و تعتبر الحرب القاسيه التي دارت فمرج راهط عوده الي حروب العرب فالجاهليه حيث العبنوته كانت الدافع الأبرز للقتال. و جاءت النتائج لمصلحه التحالف الأموى اليمنى بعد انتصارة الواضح علي الحزب القيسى حيث قضي علي عدد من زعمائة من بينهم الضحاك.

والواقع ان هزيمه مرج راهط لم تكن مجرد خساره عسكريه للحزب القيسى بل كانت نقطه تحول فحياتة السياسية، و ظلت فضميرة مفعمه بالحقد و الكراهية، كما خسر ذلك الحزب بعض امتيازاتة التي تمتع فيها مناصروة خلال زعامه الضحاك.

وكانت معركه الخازر التي حدثت فعام (67 هـ/ 686 م)، بين ابراهيم بن الأشتر و بين قوي امويه بقياده عبيد الله بن زياد، ربما اصطبغت بصبغه الصراع الشيعى الأموى الا انه تخللها مواقف ذات صراع قيسى يمني، و هذا حين تراجع عمير بن الحباب السلمى و هو من قيس عيلان، و كان علي ميسره جيش الشام، و نكس لواءة و نادي “يا لثارات المرج”، و انتهت المعركه بانتصار و اضح لقوات ابن الأشتر، و قتل عبيد الله بن زياد فالمعركه مع عدد كثير من جند الشام.

وبدلا من ان يعمل خلفاء بنى اميه علي حسم ذلك النزاع و وضع حد له، غذ بهم ينحازون الي فريق دون احدث مما ساعد علي اتساع الهوه بين العصبيتين، و كان من نتيجه هذا ان عانت الدوله كثيرا من ذلك النزاع، و فقدت العديد من طاقاتها، و استغل الدعاه العباسيون هذة الثغره لينفذوا منها الي قلب الدوله الأموية، للعمل علي القضاء عليها.

وتعتبر خلافه عمر بن عبدالعزيز فتره انتقال بين حاله القوه و الضعف الذي اعتري التحالف الأموى اليمني. فقد كان ذلك الخليفه رجلا صالحا قضي فتره خلافتة فاصلاح ما افسدة من سبقة من الخلفاء، فلم ينحاز الي جانب احد، بل علي العكس حاول التوفيق بين العصبيتين، فلم يول و اليا الا لكفاءتة و مقدرتة دون الأخذ بعين الاعتبار انتماء القبلي، فساد عهدة الهدوء.

فلما توفى عمر خلفة يزيد الثاني، الذي زج نفسة فغمره الصراع القيسى اليمني، فأخذ جانب المضربة، فولي اخاة مسلمه بلاد المشرق، بعدها و لاها لعمر بن هبيره و هو قيسى و ربما اصطبغت الدوله كلها فعهدة بالصبغه القيسية، و أصبح العنصر اليمنى ضعيفا، خاصه بعد قضائة علي اسره المهلب بن ابى صفره التي اخلصت فخدمه الأمويين و هى من ازد اليمن.

وكان الأمراء علي شاكله الخلفاء، يساعدون علي انماء هذة الروح العصبية، فإذا و لى يمانى رفع رؤوس اهل اليمن و استخدمهم عمالا، فإذا خلفة مضرى عزل اليمنيين و انتقم من سلفة و عماله، و رفع رؤوس القيسيين.

ثم اخذ الخلفاء من بعدة يعملون علي توسيع شقه الخلاف بين القبيلتين الكبيرتين اللتين تستند عليهما قوه الأمويين و هذا و فقا لاعتبارات سياسيه فانضموا الي القيسيه حينا و إلي اليمنيه احيانا.

ونلاحظ ازدياد حده الصراع القبلى فهذة الفتره فخراسان بشكل خاص، بفعل سياسه اميرها مسلم بن زياد، الذي فرق بين قيس و يمن، و كانت النتيجه ان اقتتل الفريقان فهراة.

كان هشام بن عبدالملك متقلبا فسياستة القبلية، و فقا للظروف السياسيه التي عاشها، و حاول فاحدي مراحل الصراع ان يعيد التوازن بين العصبيتين. لقد انحاز الي جانب اليمنيه فبادئ الأمر، بعد ازدياد قوه القيسيين حيث خشى من هيمنتهم علي الدولة، و عمل علي التخلص منهم، فعزل العمال المضربين، و ولي مكانهم بعض اليمنيين. فقد و لي خالد بن عبدالله القسرى العراق، كما و لي اخاة اسدا علي خراسان و بذلك اخذ الفريق اليمنى يستعيد قواه، حيث تعصب الواليان لليمنية، و انتقما من القيسيين، لكن سرعان ما انقلب ذلك الخليفه علي اليمنيين، و انحاز الي جانب القيسيين و ولي العمال منهم.

ولزم الوليد الثاني جانب القيسيين لأن و الدتة كانت منهم، فأقصي اليمنيين عن دوائر الدوله و نكل بهم، فقد قتل خالد بن عبدالله القسرى فعام (126 هـ/ 744م) فعهد الخليفه الوليد الثاني لاتهامة بممالأه العلويين، الا ان الحرب علي اليمنيين و التخلص منهم كانت الدافع الأبرز. اعتبر اليمنيون مقتل خالد اهانه لهم و حملوا الخليفه مسئوليه ذلك الحادث الذي ادي الي توحيد القبائل اليمنية، لأول مرة، فالعراق و الشام، و ربما اتخذت موقفا معاديا للخليفة، و كان اشد القبائل اليمنيه نقمة، بنو كلب فبلاد الشام. فأخذوا يدبرون المكائد للتخلص منه، و انتهزوا فرصه سخط الناس عليهم، و أشعلوا نار الثوره ضده، و قتلوة فعام (126 هـ/ 744م) و بايعوا يزيد الثالث.

لم يضع مقتل الوليد الثاني حدا للنزاع علي السلطه بين افراد المنزل الأموي، بل ساعد علي تفاقم الوضع، و ظهر اثر هذا فاستمرار الانقسام بين الحزبين الكبيرين.

فقد انضم يزيد الثالث الي اليمنية، الذين اوصلوة الي الحكم، و لزم جانبهم، و ولي العمال منهم، فاستغل هؤلاء هذا و أخذوا ينكلون بالقيسيين فثار هؤلاء فحمص و فلسطين و الأردن، و انضم اليهم عدد من رجالات بنى امية، الا ان يزيد الثالث استطاع ان يتغلب علي خصومة بمساعده اليمنيين.

وأخيرا، انضمت القيسيه الي جانب مروان بن محمد المتطلع الي منصب الخلافة. و استفحلت النزاعات العبنوته فعهد خلافته، و شملت كل انحاء الدوله حتي تصدع المنزل الأموي، و أشرف الأمويون علي الزوال.

وقضي مروان الثاني جانبا من خلافتة فاخضاع بعض افراد الأسره الأمويه الذين خرجوا علية بمساعده اليمنيين، امثال سليمان بن هشام بن عبدالملك.

وهكذا شهدت بلاد الشام و العراق و خراسان، بشكل خاص حركات سياسيه قائمه علي العنصرية. و أضحت مسرحا للفتن و الاضطرابات، و شغل مروان الثاني بإخمادها، و استنفدت قواه، فلم يلتفت الي ما كان يجرى فخراسان من بث الدعوه العباسية، التي اشتد اوارها، و عظم خطرها، و لم يلبث ان فاجأتة الرايات السوداء من خراسان و طاردتة حتي قضت علية و علي دولته.

رابعا: النزعه العربيه عند الأمويين

ا – الاتجاة السياسي:

سادت النزعه العربية، بشكل بارز، فاوساط الأمويين الذين ما لوا للعرب، و استعلوا علي الموالي. و ظهر اثر هذا فثلاثه اتجاهات هي: الاتجاة السياسي، و الاتجاة الاقتصادي، و الاتجاة الاجتماعي.

ففيما يتعلق بالاتجاة السياسي، نلاحظ انه دخل فالدين الإسلامى العديد من الأعاجم لأسباب اسلاميه او اجتماعيه او ما دية، الا انهم لم يحصلوا فالواقع علي ما منحهم اياة الإسلام من مساواه سياسيه تامه مع العرب، فاستبعدوا بشكل عام، من تولى الوظائف الكبري فالدولة. و حرموا من العطاء الذي يستحقونة نظير التحاقهم بالجيش، و فرضت عليهم الجزيه رغم اسلامهم.

والثابت ان مصدر هذة التفرقه السياسية، هو الاتجاة الأموى نحو تميز العنصر العربي، و ربما ايقظت هذة المعامله الشاذه روح التذمر بينهم.

والواضح انه ليس هنالك ما يدين هذة النزعه العربيه لدي الأمويين و هم فالأصل فرع من قريش القبيله القيسيه الشهيرة، لكنهم لم يتأقلموا مع المتغيرات الحديثة التي طرأت علي الوضع الإسلامى بعد الفتوحات، و دخول عدد كبير من الشعوب غير العربيه فالإسلام، فاحتفظوا بطابعهم المحلى و القبلي، و لم يستوعبوا ما احدثتة العقيده الإسلاميه من تغييرات، و ما افرزتة الفتوحات من انقلاب جذرى فتاريخ المنطقه الإسلامية.

لقد رافق حياة الدوله الأمويه بروز حركه الموالى التي نقمت علي الطبقه العربيه الحاكمة، و ربما نتج عن هذا ظهور صراع جديد يحمل فطياتة خلفيه قومية. و شكل هؤلاء احدي القوى، السياسيه الضاغطه التي ساهمت فسقوط دوله الخلافه الأموية، بفعل انهم ظلوا الفئه التي تعطى اكثر بعديد مما تأخذ، و تنهض بعبء نشط فالدوله و المجتمع يؤهلها لقطف ثمرات الانتفاع علي قدم المساواه مع العرب.

إذ ما كاد العصر الأموى يبدأ، حتي كانت الحركه الإسلاميه فالمشرق، خاصه فايران، ربما قطعت شوطا متقدما نحو البروز. ففى مدينه الكوفة، قام الموالى بأول حركه دينيه فعام (43 هـ/ 663م) و اضطر معاويه ان يواجة هذة الحركة، فعمل علي تجهيز طبقات منهم و أقامهم فبلاد الشام.

وازدادت حركه الموالى و ضوحا، اعتبارا من عهد يزيد؛ هذا ان مسلمى البلاد المفتوحه ربما كثر عددهم فالوقت الذي رأوا فية العرب، خاصه الأشراف، تتضاعف امتيازاتهم، و ربما بدأوا يكلون قوه ذات شأن فالحياة الإسلامية.

واتخذوا مواقف متميزه من الحركات المناهضه للحكم الأموي، فساندوا حركه ابن الزبير، علي امل ان يحصلوا علي بعض الحقوق التي حرموا منها فظل الحكم الأموي. و برزت قوتهم الواضحه فحركه المختار بن ابى عبيد الثقفي، و شكل ذلك التأييد بدايه التحالف بين الشيعه و الفرس.

كانت هذة المواقف التعبير الأول عن رغباتهم فالحصول علي حقهم الشرعى فالمساواة، بالرغم من انها لم تحقق لهم كامل اهدافهم.

وتبدلت السياسه الأمويه تجاة الموالى فخلافه عمر بن عبدالعزيز، و ممكن و صفها بأنها سياسه التوفيق بين التيار الإسلامى و بين المصالح الأموية، و ربما نجحت فتسكين الفتن و الاضطرابات، بعدها تغيرت هذة السياسه بعد و فاته، فعاد الأمويون يفرقون فالمعامله بين العرب و الموالي.

ويبدو ان ذلك التيار السياسى الذي شكلة الموالى لم يتبلور الا فاطار الدعوه العباسيه التي حركت ما يتطلع الية هؤلاء من مساواه مع العرب، و العباسيون من جهتهم، راهنوا علي الفرس شعبا و علي ايران ارضا حيث كانت خراسان المسرح الأول للمجابهه مع الأمويين.

ب- الاتجاة الاقتصادي:

أما فيما يتعلق بالاتجاة الاقتصادي، فقد طبق الأمويون سياسه اقتصاديه معينه عمادها حرمان الموالى من الامتيازات الاقتصادية، و ربما حققت لهم بعض المكاسب الآنيه الا انها ادت فالنهاية، الي قيام الاضطرابات التي كانت سببا من سبب زوال ملكهم.

وساد التذمر الاقتصادى بين الموالى فكل مكان، و أخذوا ينضمون الي جميع خارج علي الدولة. و كان موالى خراسان اكثر الناس تذمرا، خاصه و أنهم اسلموا قبل غيرهم فالبلاد الأخرى، و شاركوا العرب فجهادهم ضد الأتراك فبلاد ما و راء النهر و ضد الهنود فاقليم السند. و علي الرغم من جميع هذة الخدمات فإن الدوله حرمتهم من الامتيازات الاقتصادية، و ظهر اثر هذا فعصر عبدالملك بن مروان، و فعهد الحجاج بشكل خاص، الا انها خصصتهم بمرتبات شهرية. فقد فرض معاويه لهم خمسه عشر درهما، زادها عبدالملك الي عشرين، و أضحت فعهد سليمان خمسه و عشرين، بعدها اصبحت ثلاثين فعهد هشام، مما يدل علي استمرار تحسن اوضاعهم.

وبدا للحجاج ان الحركه الإسلاميه الناميه فالبلاد المفتوحه اخذت تهدد الاقتصاد الأموى تهديدا خطيرا بفعل تناقص مقدار الجزيه تدريجيا حتي اختفت باعتبارها موردا من موارد بيت =المال مما دفعة الي ابقائها علي من اسلم.

كما اخذت حركه الدخول فالإسلام بشكل و اسع تهدد موارد بيت =المال. الأخري من ملكيه الأرض و ضريبه الخراج، باعتبار الأرض الخراجية، التي كان اهل الذمه يقومون بزراعتها، سيملكها المسلمون، و ستتحول الي ارض عشرية، و معني ذلك كذلك ان مقدار الخراج سيقل كما قل مقدار الجزية.

وأخذت الدوله تتدارك مورد الخراج بالإبقاء علي ما كان علية مثلما ابقت علي الجزيه مما و لد سخطا شديدا من جانب الموالي.

ثم اخذت الحركه الاقتصاديه مظهرا احدث تمثل بالنزوح من القري الي المدن بهدف الحصول علي العطاء او الاستفاده من التطورات الاقتصاديه الجديدة. و أنشا المهاجرون احياء حديثة حول المدن لخدمه الأرستقراطيه العربية، خاصه فمجال الحرف و الصناعات اليدوية. و ربما اكتسب هؤلاء ارباحا ضخمه مما اغري اخرين علي الهجره فأضحت المدن العراقيه و الإيرانيه مشبعه بطبقات كبيره من العاطلين عن العمل الساخطين علي اوضاعهم مما دفعهم الي الارتماء فاحضان الشيعه و العباسيين. و وجدت الدوله الأمويه نفسها مضطره الي مقاومه تيار الهجره هذا، الذي كان يزداد باستمرار، و كان مقال الهجره هذة من ابرز المشاكل الاجتماعيه التي عمل الأمويون علي حلها.

ونتيجه لهذة السياسه الاقتصاديه التي رفضها الموالي، و عبروا عن معارضتهم لها اما بشكل انتفاضات او حركات سياسيه ضد سوء اداره بنى اميه مما دفع الأمويين الذين شعروا بضغطها الي التفكير فتعديل هذة السياسة. و ربما تمثل ذلك التعديل باتجاهين: الأول، اتجاة التراجع عن السياسه السابقة. الثاني، اتجاة الاعتراف بالأمر الواقع و مجاراه حركه الموالى المتزايدة.

تبلور الاتجاة الأول فعهد سليمان بن عبدالملك، حين اخذت الدوله تغير من سياسه الحجاج، فمحاوله لاسترضاء طبقه الموالي. و ترجمت هذة المحاوله بعزل و لاه الحجاج، و إطلاق الاف الموالى من سجون البصره و الكوفة، و إشراكهم فالجيش الأموي، و ضوعف العطاء كما خففت الأساليب العنيفه فمقاومه تيار الهجره التي ظهرت فعهد الحجاج، فخفت نسبيا و طأه الظاهره الاقتصادية.

حتي اذا جاء عهد عمر بن عبدالعزيز بدا يتبلور الاتجاة الثاني المتمثل بسياسه المسالمه و الترضية. و أهم ما يلاحظ ان هذة السياسه لم تكن من و حى اخلاق عمر و تقواة فحسب انما كانت مواجهه لتيار الموالى المتصاعد قبل ان تنوء الدوله تحت ثقله، بدليل ان ذلك الخليفه اتبع سياسه اقتصاديه كان ابرز مظاهرها اسقاط الجزيه عن المسلمين عموما و مضاعفتها علي من بقى علي دينه، كما اباح الملكيه للمسلمين دون تفرقه بين الطبقات.

وبالرغم من هذة السياسه الاقتصاديه الحديثة فقد اتخذت طبقه الموالى شكلا جديدا هو التحالف مع الدعوه الهاشميه سواء العلويه منها او العباسية، و استطاع الدعاه العباسيون ان يوظفوا سخط الموالى و التطورات الاقتصاديه لصالح الدعوه العباسية، و كانت هذة الظاهره الاقتصاديه من بين العوامل التي ادت الي القضاء علي الأمويين و نجاح الدعوه العباسية.

جـ- الاتجاة الاجتماعي:

أما من الناحيه الاجتماعية، فقد كان الموالى يمرون بتطور اجتماعى معين فمنطقه العراق و خراسان، هذا ان الفتح الإسلامى لهذة البلاد، قضي علي النظام الطبقى القديم، و حرر، فالوقت نفسه، طبقات العمال و الصناع و المزارعين، الذين كانوا يعيشون فبؤس. و ربما نتج عن تحررهم و اعتناقهم الإسلام ظهور طبقه و سطي من بينهم سكنت المدن و أحرزت الثروات، و نهلت من الثقافه الإسلامية. و سرعان ما برز بعضهم فميدان الفقة و الأدب، و إذا بهم بعد هذا يشعرون انهم ليسوا اقل مستوي من العرب و أنهم احق بالحصول علي المساواه معهم. كانت هذة الطبقه الحديثة عماد الحركه العباسيه و هى التي ستوجة الحياة العباسيه فالمستقبل.

ومن ناحيه اخرى، فقد اخذت الهجرات العربيه الي البلاد المفتوحه تتسع بعد الفتح. و سكن العرب المدن، كما عاشوا فالقرى، و ملكوا الضياع و المزارع فخضعوا نتيجه هذا لتطورين هامين: الأول: انهم تركوا البداوه و استقروا و عملوا بالزراعه و تأثروا بالتقاليد الاجتماعيه فالبلاد التي هاجروا اليها. و الثاني: انهم حملوا معهم بذور خراسان حيث قامت الدعوه العباسيه علي اكتاف اليمنيين بمشاركه الموالى و تسببت فضعف العنصر العربي. و لعل ذلك الضعف هو الذي مهد لبروز القوه الفارسية. و ذلك التطور كان من بين سبب زوال الدوله الأمويه و نجاح الدعوه العباسية.

خامسا: الخلافات المذهبية

كان الخلاف حول مقال الخلافه احد الأسباب التي ادت الي اضعاف الدوله الأموية، و من بعدها زوالها. و المعروف انه و جدت فالعصر الأموى اربع جماعات فالميدان السياسي:

الأولى: انصار بنى امية، و أغلبيتهم من السنة.

الثانية: انصار العلويين من الشيعه الذين حصروا الخلافه فنسل على بن ابى طالب. و ربما حملوا لواء المعارضه طيله العصر الأموى الا انهم منوا بالفشل، و ربما ادي فشلهم ذلك الي تحويل حركتهم الي عقيده اسلاميه عاطفيه شبة باطنية، و أن يختفوا فالمناطق البعيده عن مركز الخلاف حتي تسنح لهم فرصه الظهور.

الثالثة: جماعه العباسيين الذين دخلوا ميدان السياسه فاواخر العصر الأموى لينافسوا، الأمويين و الشيعه معا، و يبدو ان هؤلاء كانوا اكثر براعه فدعوتهم و أساليبهم من الشيعه فأقاموا تنظيما سريا انتشر بسرعه فالنصف الشرقى من دوله الخلافه الأموية، عن طريق خلاياة السرية.

الرابعة: جماعه الخوارج الذين لا يؤمنون بالوراثه كأساس لنظام الحكم و لا يرون حصر الخلافه فجنس معين او بيت =معين، بل يعتقدون ان الخلاف للأمه يصبح الاختيار بها هو الأساس، كما اعلنوا غضبهم و اشمئزازهم من شرور الحكام و مطامعهم. لهذا كانت هذة الجماعه معارضه للخط الأموى و ربما اشترك افرادها فالفتن التي قامت ضد الدوله الأمويه كما انتشر عدد كبير منهم فالمناطق البعيده عن مركز الخلافه بدمشق.

وقد ادي ذلك الخلاف الي اصطدامات دامية، شغلت جانبا كبيرا من نشاطات الأمويين و أنهكتهم، و كانت تعبيرا عن استياء اكثر من فئه فالمجتمع الإسلامى من حكمهم، و غدت بعد ذلك، عنصرا هاما من عناصر المعارضة، استغل اسمها ليصبح الواجهه الدينيه للشعارات التي طرحها دعاه بنى العباس.


اسباب نهاية الدولة الاموية , اسباب لا يعرفها الكثيرون