شوفوا هاى القصه و غرابتها و احداثها كاملة
لأعبر علي تركيا، و أشرب تتن و أكيف.
ومع اننى “مبطل شرب التتن”، فقد عبرت، و أقمت فمدينه الريحانيه التي تبعد عن المعبر سبعه كيلومترات. استأجرت بيتا و استقدمت زوجتى و ابنى الصغير.. و كنت، اثناء اقامتى هناك، كمكوك الحايك، رايح جايه على
المعبر، استقبل من يأتى لزيارتنا من البلد، و أودع الذين انتهت زيارتهم، و أتفرج، فكل مرة، علي السيارات الشاحنه الصغيره التي تحمل لاجئين جددا، قادمين من بلادنا، مع ما يلزم لهم من الأمتعه و المواد الغذائية، و آخرين
عائدين الي سوريا، و كأن المقام فهذة البلاد لم يطب لهم.
فى ذلك المعبر الرائع نشطت تجارة العبور، و كان فتية اتراك ذوو بشره سمراء يقفون فمكان بارز عند المدخل و المخرج و يرددون بالعربي: تهريب، نظامي، تهريب، نظامي.. فالداخلون بشكل نظامى يحتاجون لمن يساعدهم في
استكمال اجراءات ختم الجوازات و نقل الحقائب، و الذين لا يمتلكون جوازات سفر يضطرون للدخول تهريبا، و كان التهريب و قتئذ سهلا، حتي ان احد ابناء معره مصرين كان قادما لزياره اقاربه، و قرر ان لا يدفع الـ 50 ليره تركيه التي
يتقاضاها المهربون لقاء ادخال النفر، فكان يتوكل علي الله و يدخل، فيمسكة الجنود و يعيدونه، ثلاث او اربع مرات حتي ملوا منة و تركوة يعبر.. و فو قت لاحق قررت الحكومه تشديد الرقابه علي المعابر و مسارات التهريب، و بقي
السوريون مستمرين فالدخول، اما بشكل نظامى من باب الهوى، او عبر و عاء كبير يسمي “الحلة” يطوفونه فوق نهر حدودى ضحل، و يدخلون فية الرجال و النساء و الأطفال.
كان المقيمون فهذة المناطق الحدوديه يشعرون بأن اقامتهم مؤقتة، و ما هى الا عضه كوسايه و يسقط ابن حافظ الأسد الذي و صل صيت اجرامة الي اقاصى الأرض، و يرجعون، و من كان يستأجر بيتا لا يدفع سوي اجره شهر و احد، و كثيرون لم يقدموا علي شراء مدفأه و حطب للشتاء الذي اصبح علي الأبواب، علي اساس اننا “مو مطولين، بس جايين نشرب تتن و نكيف”.
الآن، بعد سبع سنوات عجاف، ها نحن اولاء ننظم دور الدخول و الخروج الي تركيا، (مع انو مبطلين التتن)، و الأسد المجرم ما يزال يقتل السوريين، بنجاح!
اغانى لعبر علي تركيا